main-banner

مركز ترشيد السياسات الصحية يدق ناقوس الخطر النتائج العلمية لملف النفايات كارثية والسرطان إلى ازدياد

دق فريق عمل مركز ترشيد السياسات الصحية (K2P Center) في الجامعة الاميركية في بيروت ناقوس الخطر بسبب تفاقم مشكلة النفايات ونتائجها العلمية والصحية الكارثية، متسائلاً ما اذا أصبحت صحّة اللبناني من الأمنيات المستحيلة، مع ارتفاع الاصابة بالسرطانات، خصوصاً بين الاطفال بنسبة عالية وغير مقبولة.

“كل يوم تأخير في حل الأزمة يزيد خطر الاصابة بالعديد من الامراض القاتلة” وفق رئيس المركز الدكتور فادي الجردلي الذي قال لـ “النهار” إن “هذا الخطر البيئي سندفع ثمنه نحن وأولادنا، خصوصاً وأن ما يحصل هو فضيحة اخلاقية، وهناك امور في السياسيات الصحية لا تنتظر اللعبة السياسية التي قاربت الموضوع بطريقة خاطئة، لاننا نغرق جميعاً والنتيجة العلمية تظهر فشل، ليس الحكومة فحسب، بل كل الطبقة الحاكمة”.
وجاء في الملخّص الذي نشره مركز ترشيد السياسات الصحية (K2P Center)، وعنوانه: “مقاربة أزمة النفايات في لبنان: تقييم التداعيات الصحية واقتراحات للحلول”، انه منذ تمّوز 2015 ولبنان يشهد أزمة إدارة النفايات، وأسبابها محسوبيات سياسية من جهة وغياب التخطيط الطويل المدى من جهة أخرى. ومع مرور الوقت وتغيير العوامل المناخية استشرت المشكلة وأصبحت تهددّ الصحة العامة، وأشارت البراهين التي اعتمد عليها فريق عمل المركز، الى أن عمليات طمر النفايات العشوائية التي لا تستوفي الشروط البيئية ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان، خصوصاً ارتفاع نسبة الاصابة بسرطان البنكرياس والجلد عند الرجال. وهذا نتيجة انتشار السموم في الهواء والتربة والمياه الجوفية والثروتين الحيوانية والنباتية والأسماك، وذلك نتيجة انبعاثات كيميائية مثل الميثان، اوكسيد النيتروجين، والكبريت وغيرها. وهناك أيضاً أدلة علمية تفيد بأن تشوّهات خلقية كالعيوب الخلقية الجنسية (غير المرتبطة بالكروموزومات) وارتفاع خطر الإصابة بمرض الربو، مرتبط أيضاً بعملية الطمر.
واوضح الملخص أنّ عمليات الحرق المتعدّدة ترتبط ارتباطاً قوياً في زيادة معدّلات الإصابة بسرطان القولون والحنجرة والمعدة من جهة، والتشوّهات الخلقية في المسالك البولية ومشكلات القلب من جهة أخرى. وأثبتت البراهين أن الحرق العشوائي للنفايات مرتبط بانخفاض في وظيفة الجهاز التنفسي وارتفاع في درجة الصفير التنفسي لدى الأطفال الى ارتفاع في ولادة التوائم وولادة الرضيعات الإناث، ما يخل في التوزيع الجندري الطبيعي. وهذا بسبب الانبعاثات الناتجة عن الحرق مثل الديوكسين والهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات وغيرها.
واستند الملخص على براهين عالمية ومحلية، أبرزها دراسة علمية عن نوعية الهواء قام بها فريق من الخبراء من الجامعة الأميركية في بيروت، في إشراف أستاذة الكيمياء ورئيسة فريق عمل إدارة النفايات الصلبة في الجامعة الدكتورة نجاة صليبا. وقاس الباحثون مستويات الملوثات الضارة الصادرة عن هذه الحرائق لتقويم مدى الضرر اللاحق بالصحة العامة. وتمّ رصد معدلات مرتفعة من الديوكسينات والهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات في الجو وهي موادّ مسرطنة تتكوّن من انبعاثات المحارق العشوائية وموجودة حاليا بنسبة 416 مرة أكثر من المعدّلات السابقة. وهذه النتيجة تؤثر في ارتفاع نسبة الاصابة بالسرطان عند البالغين من 0,1 في المليون الى 37 في المليون، وعند الاطفال من 0,4 الى 186 في المليون. وهذه النسبة تعتبر خطراً محدقاً واكيداً يتطلب حلاً جذرياً وسريعاً.
وفند ملخّص الأدلة (K2P Evidence Summary) الذي وضعته الدكتورة نادين هلال وعدد من فريق عمل K2P في اشراف الدكتور فادي الجردلي الحلول واقترح: اعتماد إجراءات متعددة القطاعات، منها توفير الإرادة السياسية ودعم البلديات، خصوصاً من الناحية المادية، اعتماد نهج متكامل لإدارة النفايات بطريقة مستدامة، اي الحد من انتاج النفايات من المصدر والجمع والفرز واعادة التدوير، وتحويل النفايات العضوية الى السماد، وغير القابل لذلك الى الطمر او الحرق، ولكن وفقاً للشروط البيئية المتبعة عالمياً، كأن تبعد المطامر والحرق 10 كيلومترات على الاقل عن المناطق المأهولة بالسكان، واتخاذ القرارات المبنية على البراهين وتوعية القطاع الصحي، والتوعية العامة.
وشدد الملخص على اهمية توعية المواطن وهي اساسية في موضوع معالجة النفايات اسوة بالدول المتطورة، على أمل أن ترشد هذه البراهين والأدلة العلمية السياسات المطروحة لعلاج أزمة إدارة النفايات حتى يبقى المواطن اللبناني “بصحّتو”.

(Al-Nahar)

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |