آخر مرة رأينا مشهد الذل عند محطات الوقود في لبنان بهذا الشكل كان أيام الحرب الأهلية. اليوم، يعود المشهد من دون حرب، وكأننا نعلن أننا غرقنا من جديد في كارثة لا تقل خرابا عن الحرب.
أزمة المحروقات والتسليم ودفع البضاعة وفق سعر السوق، يدفع ثمنها المواطن فقط. كل زعيم لديه جماعته الذين يؤمّنون له الوقود من دون التوقف عند أي محطة بنزين، في حين أن الناس يصطفون في طوابير طويلة، تصل إلى حدود الساعة، لملء ٢٠ ألف ليرة من الوقود فقط.
هذا الذل لا تشهده الدول التي تعيش أكثر الحروب ضراوة. إنها أزمة فعلية سببها المتصارعون والمتنازعون الذين لا يشعرون أصلا أنهم مخطئون.