لم يعد مقبولا أننا نعيش منذ أكثر من أربعة أشهر بين النفايات في لبنان، وما زال المسؤولون في الدولة جالسين، منهم من يعرب عن قلقه، ومنهم من يحذر ومنهم من ينبه ومنهم من يماطل، لكن أحدا منهم لا يتحرك.
من غير المعقول أننا نحذر منذ أشهر أن الأمطار على الأبواب، ولا مجال أمام ردع الكارثة البيئية التي تهدد لبنان إلا بجمع النفايات من الطرقات، وفي المقابل، ما زالت الحكومة تتفرج وما زال المسؤولون ينتظرون بركة فلان وعلان، وموافقة كل فرد في الجمهورية اللبنانية على خطة من هنا ومطمر من هناك.
عادت الأمطار والعواصف على الأبواب، والنفايات على الطرقات لم يعد بالإمكان لا فرزها ولا تحليلها ولا تدويرها لأنها أصبحت عصارة وسخة ومتحللة، تأتي بكل أنواع الحشرات في العالم.
آن الأوان لوقف السجالات وجمع النفايات، قبل أن نتحوّل إلى مزبلة الكرة الأرضية، لأن من يقلق على سمعة لبنان في الخارج من المفترض أن يبادر في الحد الأدنى إلى معالجة هذه الصورة البشعة لديه، قبل أن يقوم بأي شيء آخر.
