main-banner

الحرب على الجهل…فلتبدأ

كل الحروب تردي قتلى إلا الحروب الفكرية تردي جهلا.

في كل حرب يكون الهدف الرئيسي “قتل” الخصم، إلا في الحرب الفكرية يفترض أن يكون الهدف الرئيس فيها “تصحيح” فكر وتوثيق معلومة والانتصار للعقل.
كل المعارك مكروهة إلا المعارك الثقافية، إذا بقي الخصوم في ميدان الثقافة والفكر وحدود الأدب، ولم يتجاوزوها إلى ميادين الشخصنة.
صحيح أن “الأنا” قد تجر صاحبها إلى “المعاندة” وعدم تقبل الرأي الآخر، لأن مريض “الأنا” يعتقد أن الاقتناع بالرأي الآخر هزيمة له، بينما الحقيقة أنه هزيمة للخطأ، ولو اقتنعنا بأن الاختلاف مصدر ودليل عافية، لخرجنا جميعنا من معاركنا الفكرية منتصرين بالحق والعقل.
كانت المجلات الثقافية وبعض البرامج التلفزيونية، ساحة للمعارك الفكرية والمساجلات الثقافية، لكن لم يعد للفكر ميدان تتواجه فيه الأفكار لتولد أفكاراً جديدة أو لتنتصر للحقيقة والعقل على “الإشاعة” و”الجهل“.
فلم يعد هناك برامج ثقافية على التلفزيون، والصفحات الثقافية قليلة وضعيفة، ووقعت تحت سيطرة أخبار العلاقات العامة. وغابت المجلات الثقافية عن المشهد في عصر التقنية الحديثة، حتى المنتديات والملتقيات أضحت بلا حضور.
ولم يبق ميدان للمعارك الثقافية إلا بعض الزوايا الصحافية. أما على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً “تويتر” فاختلط المثقف بالجاهل، والمتخصص بالمتطفل، والصادق بالكاذب، والصريح بالمستعار، فاختلط الحق بالباطل، وضاعت هيبة الحوار.


نريد معارك ثقافية لكن بلا ضحايا سوى “الجهل”.. نريد حروبا أدبية ينتصر فيها البحث عن الحقيقة.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |