main-banner

إنه اليأس

معبّرة جدا جاءت مقالة الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر في صحيفة نيويورك تايمز بالتزامن مع زيارته لواشنطن.

في هذه المقالة ظهّر أمير قطر بسطور قليلة ما يختلج في عقول شعوب ما زالت ترزح تحت ثقل الظلم والديكتاتوريات والحروب والإرهاب. وفوق كل ذلك تقف عاجزة عن مواجهة من يحرف مسار الإمور بحيث يتحول المجرم ضحية والضحية مجرماً.

وهذا بعض مما جاء في هذه المقالة:

… وأنا أعلم أن الكثيرين في الغرب ينظرون إلى التهديد الإرهابي ويقولون إن المشكلة هي الإسلام. يمكننى القول إن المشكلة ليست في الإسلام، وإنما في اليأس. إنه نوع من اليأس الذي ينتشر في مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وفي بلدات وقرى أخرى أنهكتها الحرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغزة.

إنه اليأس الذي نراه في الأحياء الفقيرة في المدن الأوروبية الكبيرة وحتى في الولايات المتحدة. ذاك هو اليأس الذي لا يعرف الدين أو الدولة. إننا بحاجة إلى معالجته إذا أردنا وقف موجة الإرهاب.

ليس المقصود أن يكون ذلك ذريعة للإرهاب لأنه ليس كذلك. غير أن الرصاص والقنابل لن تكون كافية وحدها لكسب الحرب على الإرهاب.

إن معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب تتطلب نهجًا أعمق وأكثر استراتيجية على المدى البعيد للتعاطى مع هذه المشكلة. كما يتطلب أيضًا أن يتحلى القادة السياسيون بالشجاعة الكافية للتفاوض حول حلول تعددية وشاملة للنزاعات الإقليمية، ناهيك عن تقديم الطغاة للمحاسبة.

للأسف، فإن حربنا ضد الإرهاب، في بعض الحالات، تدعم بقاء تلك الديكتاتوريات الملطخة بالدماء والتي ساهمت في نمو الإرهاب. إننا نعتقد بأن نجاح المعركة ضد التطرف العنيف مرهون بكسب ثقة الناس في التزامنا بإنهاء حكم الأنظمة الاستبدادية كنظام بشار الأسد الذي ينفذ إبادة جماعية ضد شعبه…

هذه المقالة لأمير قطر تساهم في وضع الإصبع على الجرح، ولكن على أمل أن تلقى آذاناً صاغية عند مَن قد يكون من مصلحته أن يبقى هذا الجرح نازفاً.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |