مفهوم الفيديرالية هو اللامركزية المشددة وسط كانتونات تقوم على هوية واضحة. ويبدو أن الأزمة الحالية تدفع باتجاه هذا المفهوم، خصوصا عندما نرى ما يحصل على صعيد البلديات والمجموعات الصغرى في كل منطقة.
أمن ذاتي حماية من السرقات، تأمين فيول لمولد الحي، محطات وتوزيع بنزين في الشركات الخاصة، تأمين أدوية على صعيد فردي… كلها ممارسات تؤكد أن اللامركزية بمفهومها الأساس أصبحت واقعا في أكثر من منطقة وأكثر من صعيد. فهل بدأنا ممارسة الفيديرالية للخروج من هذه الأزمة على صعيد ضيق، قبل الخروج منها على صعيد أكبر؟
هذه هي الحال كما يبدو، وفي هذا الإطار، لا يمكننا إلا أن نتطلع إلى لامركزية فعلية تخرج لبنان من مماطلة السلطة الموسعة التي لم تخدم المواطنين طوال هذه السنوات.