مدهش ما نشهده في فرنسا قبل الانتخابات الرئاسية التي ستحصل في أيار المقبل، من اهتزازات في المناصب بسبب الوظائف الوهمية. فوزير الداخلية استقال بعدما اعترف بالتعاقد مع ابنتيه للعمل كمساعدتين برلمانيتين أثناء عطلتهما الصيفية، والمرشح اليميني يخضع للتحقيق بسبب وظيفة وهمية استفادت خلالها زوجته من المال العام، ومرشحة اليمين المتطرف تخضع للمحاكمة بسبب أزمة وظائف في البرلمان الأوروبي.
في الدول المتقدمة، توظيف الأقارب ممنوع لأنه يجعل من المال العام رهينة العائلة والمصالح الضيقة. لكن في لبنان للأسف، نجد أن المسؤولين يصلون إلى السلطة من أجل توظيف الأولاد والأحفاد والأقارب، ونهب المال العام، والاستيلاء على مقدرات الدولة والسيطرة عليها بدل التصرف بمناقبية. والفرق بين فرنسا ولبنان هو أن في فرنسا، التهمة تؤدي إلى الاستقالة أما في لبنان، فالوضع مختلف، والمسؤول يبقى متمسكا بالكرسي، ويصبح انتقاد توظيف أقاربه جريمة بحق طائفته وجمهوره. فكيف نبني بلدا؟