أكثر الشعارات المستخدمة في لبنان في السنوات الماضية كان شعارات السيادة والاستقلال، ولكن أكثر من يستخدمها هم هؤلاء الذين لم يتركوا للسيادة والاستقلال مكان في لبنان بسبب ارتهانهم للخارج.
نعم، نحن نعيش في دولة عدد كبير من الزعماء فيها لا مشكلة لديهم إن تعطلت الحياة في لبنان، بما أن كلمة السر لديهم تأتي من الخارج، ولا يستطيعون التحرك إلا ببركة القوى الخارجية والدول التي تسيّر مصالحهم.
هذه هي الحال في بلد بات مشلولا بكل مؤسساته، وهذا هو الواقع المعاش بعدما جاهر المرتهنون للخارج بأنهم يعيشون على وقع التوقيت الخارجي، ولم يخجلوا في دفاعهم عن الدول التي ينتمون عقائديا إليها، وكأن لبنان هو بالنسبة إليهم جنسية ثانية وليس وطنا أساسيا.
إلى متى سنبقى نخضع لهؤلاء المستزلمين للخارج الذين يعرقلون كل الحياة السياسية في لبنان لمجرد أن الدول التي تريد وضع يدها على لبنان ما زالت ترى أنه من المبكر أن تحلحل الأزمات، لأنها لم تثبت أنها المسيطر الأول على الساحة اللبنانية؟
إلى متى ستبقى الخيارات الوطنية في درجة ثانية لدى كثيرين من الذين ينتظرون جلاء الحرب السورية، فإما أن يغرق لبنان مع سوريا وإما أن يعيش لبنان شرط أن تعيش سوريا؟