من يمشي في الشوارع المكتظة من المدن الكبرى، مثل بيروت وطرابلس وسواها من المناطق اللبنانية التي تعاني الفقر، يلاحظ أن حالة بعض العائلات هي دون المستوى المقبول، ومن يتقاضى أقل من الحد الأدنى للأجور، بالكاد يعيش في بيت من تنك وينتظر الرحمة في بلد اقتصاده في تدهور مستمر.
وأكثر من ذلك، نصف اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، وثلث اللبنانيين في حال سيئة للغاية، ما يعني أننا في حالة مرتبكة جدا، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي بل على الصعيد الأمني أيضا. فالتطرف يولد في المناطق الأكثر فقرا، لأنه يعيش على الجهل والحاجة والعوز، وما نشهده في هذه المناطق هو خير دليل على أن للتطرف أمكنة كثيرة يتعشش فيها في لبنان ويهدد الاستقرار.
معالجة الأمن ليست فقط في الحواجز وفي الإجراءات من الأجهزة الأمنية، بل أيضا بوقف ظاهرة الفقر في المناطق المحرومة، وبوقف الجهل من خلال نشر التعليم، لأنه عندها يتم تأمين أمن واستقرار وعلم.
