main-banner

الأخلاق لا تدرّس

في إحدى كتبها تروي بيتي باركر هذه القصة عن رجل اصطحب ابنه الى أحد نوادي الغولف، وعند شباك التذاكر قال الموظف إن من هم دون السادسة من العمر يدخلون مجاناً، فقال الرجل للموظف ان ابنه أكمل السنوات الست ودفع المبلغ المتوجّب عليه. فقال له أحدهم ممن كانوا ينتظرون عند شباك التذاكر، كان بإمكانك أن تقول إن ابنك لم يبلغ السادسة فلن يكتشف الموظف الفرق، فأجابه الرجل وهو يبتسم: لكنّ ابني يعرف الفرق.

من هذه القصة أرادت الكاتبة أن تقول إن الأخلاق لا تدرّس إنما تكتسب بالممارسة. وفي هذه القصة يمكن أن ندرك كم تعاني مجتمعاتنا من انفصام بين الممارسة والنظريات.

نعاني خللا أخلاقيا في الصدق والأمانة والشفافية.

رغم كل ما في أدبياتنا من نصائح وحكم، ورغم كل ما نسمع على المنابر من مواعظ، فثمة فارق كبير بين أن تقول شيئا وأن تمارسه كسلوك.

الأخلاق والمُثُل لا تُكتسب إلا بالتطبيق العملي، فالناس لا يتعلّمون بآذانهم، بل بعيونهم. والقدوات الحقيقية أنفع للناس من عشرات الكتب والمجلدات والموسوعات.

فالى متى نعيش هذا الانفصام بين المُثل التي نعرفها والنفاق الذي نمارسه على مختلف المستويات.

في المواقف الحاسمة حين تكون الأخلاق هي المطلب، تأكد أنك قدوة حسنة لكل من حولك.

إبدأ بنفسك وكن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في هذا الوطن وهذا العالم وثق أنك مهما قلت لأبنائك أو تلاميذك أو مرؤوسيك من نصائح، فإن ما سيبقى في ذاكرتهم هو سلوكك وتصرفاتك فقط.

باختصار، كما تكونوا يكون أبناؤكم وكل من حولكم، وكما تكونوا يولّى عليكم.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |