main-banner

Proudly Lebanese

ايلي الحاج قصة نجاح لبنانية سينقلها الى الخارج

في داخل كلّ منّا طفل لم يكبر. في داخلنا جزء يتمنى لو يعود طفلاً لتقتصر همومه على مسألة النجاح أو الرسوب في المدرسة. وبعضنا يسافر إلى عالم الطفولة كلّما احتاج إلى متنفس يهرب منه من قساوة الواقع. هو حال الشاب اللبناني إيلي الحاج، مدير ومؤسس شركة Fun plus one للإنتاج، وهي معنية بتقديم عروض مسرحية للأطفال. بدأ إيلي مسيرة تقديم العروض عندما كان يبلغ السادسة عشرة، من خلال إحياء حفل عيد ميلاد أحد الأطفال. أثارت هذه التجربة اهتمامه، فنمت بينه وبين العروض مسألة حبّ وعشق تكللت في النجاح.

حكاية إصرار ومغامرة تكللت بنجاح

بداية كان إيلي يرغب في دراسة الطب وقد قدّم ملفه إلى فرنسا، إلاّ أنّه قرر المكوث في لبنان إلى جانب عائلته ودراسة التسويق، ساعياً إلى النجاح في هذا المجال. إيمانه في موهبة تقديم عروض الأولاد جعله يعشق الهواية التي أصبحت مع الزمن مهنة، ومشروع شركة تأسست لتنطلق من لبنان إلى العالمية.
أبصرت الـ Fun plus one النور عام 2013 وقد سجلّت رسمياً في دوائر الدولة منذ أقلّ من سنة تقريباً. أراد إيلي تأسيس الشركة لأنّ الناس لن يتذكروه دائماً، لكن الشركة نعم. من هنا تحوّل الحبّ إلى مهنة، وتجسّد في مشروع لا نهاية قريبة له، لا سيّما بفضل أناس يضعهم الله في درب إيلي لإرشاده وتشجيعه نحو النجاح. يشرح الحاج أنّ شركته تتوجه للأولاد حتى سنّ الثمانية “نحن عبارة عن 26 فرداً نتنمي لفريق واحد يعشق ما يقدّمه بطريقة عفوية ويسعى دائماً إلى الدمج ما بين هو جميل للعين كشخصيات وأزياء مميّزة وألوان، وما يشنّف الآذان من موسيقى احترافية ومضمون يثقف الأولاد ويسعدهم”. ويضيف: “أعضاء الفريق جواهر قمت بتجميعها بنفسي ولا أتخلّى عنها لثمنها الباهظ واحترافها وعشقها للعروض. فهم لا يخدمون العرض فقط، إنّما أنفسهم أيضاً لأنهم يسعون إلى تطوير موهبتهم”. يتطلّع إيلي اليوم إلى تخطي الحدود اللبنانية وتقديم العروض في العالم العربي وفرنسا من خلال برنامج سنتحدث عنه في ما يلي.

“حياكة الذكريات”

الأم هي الأقرب لأولادها، هي من تشرف على رعايتهم من كثب وتسهر على راحتهم، لا تنفصل عنهم حتى بعد الولادة. تكريماً لهذه العلاقة وتمجيداً لها، يعمل الحاج جاهداً لتجميل إطار الذكريات التي تجمع بين الأم وأولادها في قلب عروضه. يشرح إيلي قائلاً “ما يهمنا في العرض هي التجربة التي تجمع بين الأم وأولادها والتفاعل في ما بينهم، ونحن نعمل على خلق الذكريات لهم. فأغلب النساء تتخيّل نفسها في مزرعة في حضنها أولادها وتنشد معهم الأغاني، ونحن حققنا هذه الصورة التي تبلور مدى تفاعل الأم وأولادها”. من جهة أخرى، يحبّ إيلي تقديم العروض للأطفال وهو يعتبر نفسه “عالقاً في عالم الأولاد، أعود إليه كلّما أردت ابتكار عرض للأطفال. أفكر دائماً في ردة فعل الأولاد قبل حصول الحدث، وأنا أعرف مسبقاً متى سيضحك الأولاد ومتى سيخافون. فالأجمل في العرض هو المعرفة المسبقة لردة فعل الأولاد ومشاهدتها من على خشبة المسرح”. نادراً ما يعتلي إيلي اليوم المسرح، فقط يقدّم وصلة في البداية لإضحاك الأهل والأولاد، فهي هواية لم يتعب منها: ” إسعاد الأولاد وإفراحهم خلال العرض يجعلاني أشعر كما لو أنني قد أنجزت شيئاً”.

مجموعة العروض

لقد قدمت Fun plus one مجموعة من العروض هي بيبا، بارني، حفل في المزرعة تتضمن الأغاني والرقص وكل ذلك يسلّط الضوء على علاقة الأم بأولادها. وعام 2016 حافل بالعروض، أوّلها عرض غينيول في شهر آذار الذي يدمج فيه بين الذكريات والثقافة من خلال استخدام حماسة الأولاد. و”غينيول موجود في جميع أنحاء فرنسا وهو راسخ في الذاكرة الجماعية للأولاد والأمهات. أمّا في لبنان فتعرّف الأولاد إلى غينيول من طريق عروض شانتال غويا. وهي شخصية مهضومة ستضحك الأولاد وسنستعملها لإخبار قصص أخرى خلال جولتنا على المدارس ودور الحضانة في لبنان. كما ثمة نيّة تقديم عرض “الذئب” Le Loup وهو مجموعة من القصص تعتمدها المدارس تعبر عن تجارب يومية يقوم بها الذئب تحاكي الأولاد اليوم. نريد تحويل هذه القصص إلى عرض مسرحي لكونها تجذب الأولاد. مع العلم أنّ الذئب يجمع بين الضحكة، والثقافة والعلم. وسنقدم كذلك “الأمير الصغير” في لبنان والذي سيعتمد في اللغة العربية في البلدان العربية والخليج”.

تختبئ في لبنان مواهب شابة عدة تحتاج إلى الدعم المحلي والإقليمي لتنتشر وتتوسع فتلاقي اهتماماً من المسؤولين والشعوب. إلاّ أنّ دولتنا، ويا للأسف، منشغلة في مشكلاتها السياسية التي لا تنضب، متناسية خزانها الثقافي الذي من شأنه أن يرفع اسمها عالياً في كل أنحاء العالم.

المصدر: النهار 

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |