نعيش في لبنان نوعين من التقنين. التقنين الأول هو للكهرباء، بسبب نقص التغذية، وفي كل مرة حجة جديدة من وزارة الطاقة، كما لو أن الحجج ستساعد الناس على تأمين ملجأ أو الدفء في هذه الأوضاع المناخية الباردة. والتقنين الثاني هو لدى أصحاب المولدات. يشترطون على الأهالي دفع مبالغ أكبر بسبب ثمن المازوت بالدولار، فيما الناس تتقاضى نصف راتب. وأكثر من ذلك، لا تتحمل المولدات الكثير من الطاقة، ما يدفعهم إلى إطفائها في كثير من الأحيان.
في هذه المعادلة، نجد من يلوم الثورة على ما يحصل، في حين أن معضلة الكهرباء مستمرة منذ نهاية الحرب، وجميع الوزراء المتعاقبين منذ عام 1990 وعدونا بالكهرباء في نقطة معينة من دون أن يقوموا بأي أمر من الأمور الموعودة.
أوقفوا هذه المهزلة وتوقفوا عن بيعنا الشعارات، لأننا نعيش في الظلمة في عام 2020 وبيوتنا تملؤها العتمة والبرد، فيما أنتم في عروشكم العاجية. الله يعتّم قلوبكن كما تحوّلون ليالينا ظلاما باردا من دون القدرة على التحرك. حتى الصحافة الأجنبية سخرت منّا في مؤتمر كارلوس غصن عند انقطاع الكهرباء، فكم من الذل سنعيش بعد بسببكم؟