مطلب الانتخابات النيابية طفا إلى الواجهة في الأسابيع الماضية تزامنا مع الحراك الشعبي والتظاهرات التي ملت من الفراغ في الدولة، وعدم قدرة أي من المؤسسات على القيام بواجباتها تجاه الناس. وجميع اللبنانيين مقتنعون بأن الانتخابات هي أمر ضروري خصوصا بعدما مدد المجلس لنفسه مرتين، ورفض أن تكون هناك انتخابات في ظل الأوضاع الأمنية الحرجة.
لكن الانتخابات النيابية اليوم غير قابلة للإجراء لسببين. الأول أن ما من قانون انتخابي ملائم لإجراء هذه الانتخابات على أساسها، وقانون الستين مرفوض من شريحة كبيرة من اللبنانيين. وإن كان هناك من نية لإقرار قانون جديد، فالحكومة مشتتة ولا يمكنها الاتفاق على قانون موحد، والبرلمان لا ينعقد لانتخاب رئيس، ولن يكون بالتالي قادرا على إقرار مشروع لقانون الانتخابات.
من جهة ثانية، لا بد من التنبه إلى واقع مهم، وهو أن إجراء الانتخابات في ظل غياب رئيس للجمهورية، سيوحي بأن هناك غياب تام لدور الرئاسة، وأن البلاد سائرة من دون رئيس، ويمكننا إجراء انتخابات، وإقرار القوانين من دون وجوده، وفي ذلك صفعة كبيرة للحياة الديمقراطية وديمومة المؤسسات اللبنانية.
الانتخابات النيابية مطلب ملح صحيح… وهو مطلب جميع اللبنانيين من دون استثناء. لكن حرق المراحل وإجراء انتخابات لمجرد أن هناك غضب شعبي يعني أننا نتجاوز كل المؤسسات ونتجاهل دور الرئيس.
