قد يكون مبالغا فيه أن نطلب تغريم أو معاقبة الأشخاص الذين لا يمارسون حقهم الديمقراطي بالانتخاب، لكن أن تكون نسبة الاقتراع في بعض المناطق متدنية لدرجة لا تزيد عن ربع الناخبين، فهذا أمر لا بد من التوقف عنده جليا لرفضه بكل الأشكال.
فإن كان الناس مستسلمين لدرجة أنهم لا يريدون الانتخاب، فهذا يعني إما أن الأمور بألف خير في المنطقة التي يقترعون فيها، وكلنا نعرف أن هذا الأمر غير صحيح، وإما أنهم لا يريدون الاقتراع بداعي اليأس، وهذا أمر غير وطني على الإطلاق، لأنه يعني أن القادرين على التغيير لا يريدونه. فكيف نغيّر الأوضاع إذاً؟
الحق في الانتخاب هو حق مقدس لا يُحرم منه إلا من ارتكب جرما وتم تجريده من حقوقه الوطنية، وبالتالي، من يرفض الانتخاب يساوي نفسه بالمجرم. وإن كان غير راض عن المرشحين، يمكنه الاقتراع بورقة بيضاء أو الترشح بنفسه بمشروع مختلف، وإلا، فهو مواطن منهزم لا يستحق حمل هوية لبنانية
