هل من الطبيعي أن يكون لبنان، هذا البلد الصغير والمتواضع في قدراته المادية، قد أنفق انتخابيا حتى الآن أكثر مما فعلت فرنسا وبريطانيا مجتمعتين في الانتخابات الأخيرة التي شهداها؟
تشير أرقام الدولية للمعلومات إلى أن المبالغ التي تم إنفاقها حتى الآن في الانتخابات اللبنانية تخطت ٧٠٠ مليون دولار، أي ما يعادل ١٨١ دولارا للناخب الواحد، في حين أن ما تم إنفاقه في فرنسا وبريطانيا لم يتخط ٠،٣٥ دولارا فقط، بمجموع بلغ ٢٦٠ مليون دولار في البلدين.
هذه الأرقام الصادمة تستدعي يقظة وصحوة ضمير بوجه أصحاب المليارات الذين ينفقون كل هذه الأموال من دون حسيب أو رقيب، ولا يقومون بأي عمل سوى شراء الضمائر والسعي للسيطرة على مواقع القرار من أجل تضخم الثروات أكثر.