شهدنا ليلة رأس السنة حدثا مؤسفا جدا في إمارة دبي، التي كانت تستعد لاحتفالات هي الأكبر على الإطلاق في العالم العربي لاستقبال العام الجديد. هذا الحدث كان احتراق فندق العنوان في وسط المدينة، على بعد أمتار قليلة من برج خليفة، وقبل ساعتين من بدء السنة الجديدة.
لكن ورغم الوضع المقلق الذي عاشته دبي، لم نرَ أي صورة مزعجة على وسائل الإعلام، أو أي تصرف أرعن من مراسلين إخباريين أرادوا أن يصبحوا الحدث بدخولهم إلى المبنى أو محاولتهم استجواب الناجين منه، ولم نرَ أيضا أي صور تمس المشاعر الإنسانية، خصوصا أنه لم يكن هناك من ضحايا.
كما أننا رأينا ابن حاكم دبي يشارك بنفسه في عمليات الإنقاذ وإخماد النيران، ليكون ليلة رأس السنة مع كل العاملين في أفواج الدفاع، بدل من أن يكون في السهرات أو في أي مكان آخر.
حبذا لو أننا في لبنان نبلغ هذا المستوى من الرقي في التعاطي مع الأحداث الكبيرة، ونعلم أن حرمة الحدث أهم من استعراض المراسلين، ونقوم بأمور وجب اتباعها لتغطية الأحداث بشكل متقن ومحترف. وحبذا لو نرى أبناء قادتنا ينزلون إلى الطرقات مع الدفاع المدني والصليب الأحمر والجيش لمساعدة الناس، بدل البقاء في عروشهم وسهراتهم.
