عجيب أمرنا في لبنان، عندما نقرر أن نحارب بعضنا بعضا فتصبح الأعمال الفنية والثقافية وحتى المسلسلات الدرامية مادة سجالية في كل مرحلة.
آخر هذه الأمور، عندما نرى أن هناك من يقول إن مسلسل الهيبة يجب أن يتم توقيفه لأن يسيء إلى صورة العشائر في بعلبك، علما أنه لم يسمها مرة، ولا تحدث عنها، في حين أن هناك من ينتقد مسلسلات أخرى لأنها تروج لأفكار معينة قد يرفضها مجتمع معين.
هذا الأمر يحصل أيضا كلما صدر فيلم في الصالات اللبنانية، ولم يرق لبعض الأشخاص الذين يطالبون بتوقيفه. أليس من المنطقي التفكير بكل بساطة أن ما نراه هو قصة لا علاقة لها بالحقيقة؟
في الولايات المتحدة، أكبر البلدان التي تصنع الأفلام والخيال، نرى في بعض الأحيان أنهم يقتلون الرئيس في الفيلم، أو يجعلونه خائنا، أو يهدمون الجمهورية على رأس من فيها، ولم نسمع يوما أن هذه الأفلام تشوه صورة الولايات المتحدة، لأن هناك إدراكا بأنها قصة من خيال.
ترفعوا عن هذه اللغة السطحية في الخطاب، وتقبلوا الدراما، وانتقدوها على العمل فيها، وليس على القصة وما تفهمونه منها.