يستغرب كثيرون كيف أن ارتفاع سعر الليرة بات يقفز بشكل جنوني، علما أن حسابات الرياضيات تجعل هذا الأمر منطقيا. فمعدل ارتفاع الليرة مقابل الدولار كان ولا يزال قرابة ١٠ في المئة يوميا، وعندما كانت الليرة ٢٠٠٠ ليرة مثلا، ترتفع ٢٠٠ ليرة، أما اليوم وقد تخطت الليرة ١٠٠ ألف، سيكون الارتفاع بالنسبة نفسها، وهو ١٠ ألف ليرة.
العترة على المواطن الذي ينخفض معدل راتبه يوميا، من دون أي أفق للحل، لمجرد أن الحكومة راضية بما يحصل لأنها تعتقد أنها تسهل على نفسها احتساب الدين بالليرة، لأنها تريد أن ترده على سعر الصرف الجديد، على حساب المودعين والموظفين في القطاع العام.
إن هذه الأنانية في التعاطي ستنقلب على من يمارسها، ولن يرحم التاريخ من أفقر الشعب، لتبرير السرقات والهدر طوال السنوات الماضية.