main-banner

حتى لو كانت القضية محقة… الإعلام مسؤولية

شغلت قضية الطفلة إيلا طنوس الرأي العام اللبناني بشكل كبير في الأيام المقبلة، وتحوّلت إلى قضية وطنية، ليس فقط لأن الطفلة التي بُترت أعضاؤها مسكينة وستعيش حياة معذبة بسبب ما حصل، بل أيضا لأن تفاعل القضية جعل من نقابة الأطباء تتوحد مع الطبيب الذي لا يُعرف عنه إلا كل خير.

يقال إن الطبيب هو من خيرة الأطباء في لبنان، وهو لم يقم بأي خطأ، وقد تكون القضية مع هذه الطفلة استدعت هذه الخطوة، ولكن الأهل والوزارة والرأي العام تصرفوا بشكل انفعالي. لكن الحقيقة أن الإعلام هو الملام الأول في هذا الموضوع، لأن تصرف بعض الإعلاميين والقنوات التلفزيونية مع القضية تخطى الحدود المسموح بها، والأعراف التي من المفترض اتباعها في العمل الإعلامي.

خرج بعض الإعلاميين لإدانة الطبيب، ومحاكمته، من دون أن يكون هناك أي إثباتات أو تأكيدات على ذنب الطبيب، وقبل انتهاء المحاكمة، حتى تحوّل كل إعلامي إلى ديان، وتأثر الرأي العام بهذا الكلام، وانقلب على الطبيب قبل أن تكون تهمته مثبتة.

الإعلام مسؤولية قبل كل شيء. كلمة بتحنن وكلمة بتجنن… وما حصل جعل الناس يكرهون الطبيب ويحاكمون الجسم الطبي بكامله، في حين أن التحقيقات جارية ومن غير الطبيعي أن يتم التدخل بها بهذه الطريقة. غدا إذا تبين أن الطبيب بريء كما تبدو التحقيقات الأولية، من سيعوض عليه هذا التشهير في سمعته؟

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |