قرار الهجرة لم يعد محصورا بالأشخاص العاطلين عن العمل أو الشباب الباحثين عن آفاق أفضل وأكبر لمستقبلهم. يبدو أن قرار الهجرة ينسحب أيضا على الأطباء، بحيث تشير المعلومات إلى أن أرقام الأطباء الذين يغادرون لبنان في تزايد مستمر، والأزمة لن تتوقف هنا بما أن اللبنانيين ما زالوا في بداية الأزمة الاقتصادية.
من الطبيعي أن يصل الطبيب إلى هذا القرار، لأن المعاينة التي كان 100 دولار في السابق، أصبحت تساوي اليوم 15 دولار على أعلى تقدير، في ظل التداعي المستمر لليرة اللبنانية مقابل الدولار. فكيف يمكن للطبيب أن يستمر في هذه الظروف، بعدما كانت أوضاع المستشفيات في مرحلة معينة من أهم في المنطقة، وقد أصبح الواقع اليوم في تداع مستمر.
هذا ما نقصده في كل مرة نتحدث فيها عن أن لبنان يفقد هويته الحقيقية، فإن ما يحصل في لبنان للأسف هو ضياع للبنان ولصورته الفعلية ولدوره الريادي في المنطقة. وللأسف، المستفيد هو البلدان الأخرى التي تأخذ هذا الموقع وخصوصا اسرائيل، فكيف نكون قد انتصرنا عليها إذا كانت تأخذ مكاننا؟
