يبدو أن لعبة النزول إلى الشارع باتت تثير شهية الكثيرين من الذين يريدون لفت الانتباه وسرقة الأضواء عبر الإعلام، بما أن قنواتنا التلفزيونية باتت تفت الهواء لكل المتظاهرين في أي منطقة كانوا، من أجل إعطائهم مساحة حرية للتعبير عن رأيهم.
هذا يريد وقف العدادات لمواقف السيارات، وهذا يريد أن يتحدى الدولة والسلطة ويضرب عن الطعام حتى استقالة الوزير، وهذا يريد أن تعتذر القوى الأمنية لأنه وقع عن الدرج، هذا يريد أن تستقيل الحكومة، وهذا يريد إسقاط النظام، وهذا يريد تصحيحه… مطالب من كل حدب وصوب، وحركات وحملة تنشأ بين ليلة وضحاها وتصبح فاعلة على الأرض كما لو أننا في مسابقة لأسرع تجمع في الشارع لرفع المطالبة ورفع الصوت، بمعزل عن القواعد المرعية الإجراء في التظاهرات.
لا بد من وضع أسس واضحة ليكون كل تحرك في الشارع قادرا على تحقيق أهدافه في إطار تحسين الوطن، وليس فقط جذب الإعلام إلى التغطية ومن ثم إثارة الشغب. الشارع مسؤولية كما الحرية… إن لم تتمكنوا من تحقيقها، فلا تنجروا إلى الشارع.
