الجميع يحشدون في الشارع… لكن ماذا يفعلون على أرض الواقع؟

بات من الواضح أن كل الأحزاب اللبنانية الرئيسية يمكنها أن تحشد في الشارع وفي الاحتفالات الكبرى، ويمكنها أن تثبت قدرتها على جمع أكبر عدد من الناس. في الأسبوع الماضي، ثلاثة أمثلة على حشد الأحزاب، أكان مع حركة أمل في ذكرى الإمام موسى الصدر، أو التيار الوطني الحر في التظاهرة للدعوة للانتخابات، أو القوات اللبنانية في قداس الشهداء، ولو أن الأخيرة كانت مبنية على الدعوات، ولم تكن احتفالا شعبيا بكل ما للكلمة من معنى.

لكن النتيجة هي أن كل حزب من الأحزاب الرئيسة في لبنان قادر على أن يحوّل الشوارع نهرا بشريا في أي وقت من الأوقات، ويجعل من الجماهير وقودا للمطالب الأساسية. لكن ماذا بعد الحشد البشري؟ نعرف جميعا أن القدرة على ملء الشوارع مؤمّنة لدى معظم الأحزاب، لكن أليس أفضل لو يقوم كل حزب بالضغط النيابي والوزاري أو من المواقع التي يشغلها من أجل حل المشكلات بدل اللجوء إلى الحشود البشرية؟ إن كانت الأحزاب التي لها وزراء ونواب ومسؤولين في الدولة تتظاهر لتحقيق المطالب، فمن الذي سيحققها لها؟ أليس أفضل لو تعتمد على سلطتها لتحقيق مطالب الجماهير، بدل تحريك الجماهير ضد سلطة هي جزء منها؟