كان لبنان قبلة الشرق والغرب لناحية المفكرين والأدباء والشعراء والفلاسفة، والعلماء والمبتكرين. الكهرباء اخترعها لبناني، أهم السيارات في العالم من تصميم لبناني، جبران خليل جبران صاحب أكثر الكتب مبيعا في العالم لبناني. أما اليوم، فشبابنا يلهو بهاتف محمول، وبتطبيقات سخيفة وبمد وجزر على مواقع التواصل الاجتماعي من دون أي مردود فكري على تفكيره.
كنا في السابق نجد الطلاب في مكتبات الجامعات يتهافتون على إيجاد الكتب والمراجع اللازمة ليستحقوا الشهادة التي يأخذونها، وليكونوا على قدر المسؤولية في حقل من الصعب إثبات النفس فيه. وكنا في السابق نجد أن برنامج “المميزون” هو الذي ينصف خارقي الذكاء في بلدنا. أما اليوم، فالمكتبات فارغة، ولم يعد من برامجنا ما يملأ الرأس، بل أصبحت شاشاتنا بمثابة مرآة للمجتمع، لا تعرض سوى التنانير والفساتين والابتذال.
آن الأوان لنعود إلى أصالتنا ولنربي أولادنا على مستوى علمي وثقافي. نريد أن نرى أطفالا يحملون كتبا ويتثقفون ويعرفون كيف يناقشون قضايا مصيرية ليعرفوا كيف يبنون وطنهم في ما بعد…
