لا يمكن أن نستمر في واقعنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي في لبنان وأن نرتضي رغم كل ما يحصل بأن نعيش ونحن نعلم أن الكثير ممن يجلسون في السلطة هم من الفاسدين الذين يواصلون جرائمهم بحق لبنان من دون من يحاسبهم.
“لبنانيون” قررت أن تكسر حاجز الصمت وأن ترفع الصوت ضد الفساد والفاسدين، وأن ترفض في الوقت نفسه مقولة “كلن يعني كلن” فتحاول بالتالي أن تصوّب الأمور لكي تظهر من هو الصالح ومن هو الفاسد في لبنان، لتتم المحاسبة الفعلية.
كثيرون ممن يتم إلقاء التهم بحقهم هم من النواب والوزراء الذين يقفون إلى جانبنا في المجتمع المدني الفعلي ويسعون لأن يكون الإصلاح حقيقيا وليس بالصورة فقط، وهم يسعون أيضا لكي نتخطى كل العقبات للوصول إلى الفاسدين ومعاقبتهم، وبالتالي، فإن إطلاق التهم جزافا ليس سوى فصل جديد في نظرية المؤامرة التي لا يمكن أن نقف إلى جانبها.
حان الوقت للإصلاح الحقيقي والتخلص من الفساد والفاسدين، ولكن ليس عبر إلقاء التهم يمينا ويسارا، بل عبر التوقف لحظة عند الفاسد الحقيقي والإشارة إليه بالإصبع، وجره إلى المحاكم لمعرفة أين ذهبت كل ليرة من المال العام.
