لا يحتاج العقل البشري لكثير من الفلسفة لكي يدرك أن ما يحصل على صعيد الكورونا في لبنان هو أشبه بمحاولة استغباء للناس، خصوصا على صعيد الإجراءات المتخذة من قبل الدولة.
بلغت الإصابات والوفيات في إيران ثاني أعلى نسبة بعد الصين، ولكن الدولة ما زالت مصرة على أن تواصل الرحلات، مع العلم أن الكثير من الدول قررت اتخاذ إجراءات لوقف هذه الرحلات التي يمكن وصفها بالمهزلة، وبالشراء المجاني للمرض.
ولكن الصادم أكثر هو طريقة تعاطي المسؤولين مع المسألة، بحيث يتم فحص الركاب على الطائرة، ومن لا يظهر عوارض المرض، يترك حرا طليقا بين الناس، من دون الأخذ بالاعتبار فترة الحضانة التي تكون معدية لأكثر من أسبوعين.
وعند إدراك دولة الاختصاصيين لهذا الموضوع، قررت أن تفرض على الوافدين الحجر الذاتي. ما معنى الحجر الذاتي يا جهلة؟ الحجر الذاتي يعني انتقال المرض إذا وجد بين الذين يسكنون معه في المنزل، وبين كل من يعاشر ويحتك به. ألن ينزل هذا الشخص إلى الدكان؟ ألن يجلس مع أهله في المنزل؟ ألن يخرج بين الحين والآخر ويستخدم المصعد والأبواب والسيارة والمحيط؟
أوقفوا استغباء الناس وكأننا لا نقرأ ولا نعرف كيف ينتقل المرض وكيف ينتشر فأنتم تعرّضون لبنان لأسوأ أنواع الانتهاكات والانهيارات الصحية بجهلكم.
