سياسات التأميم ماتت وأنتم تستحضرونها على ظهر الثورة!
هناك ظاهرة مقلقة تحصل في هذه الفترة، وهي أن هناك توجها كبيرا لدى كثيرين، عن علم أو عن غير علم، إلى مبادئ اشتراكية وشيوعية حتى، وكأن هذه هي مطالب الثورة، بدل الليبرالية التي يتميز بها لبنان.
من أهم هذه الأمور، النقمة على المصارف، رغم أنها أخطأت في الكثير من الأماكن، والرفض التام لكل مظاهر الرفاهية، وفي الفترة الماضية، ما تقوم به الوزيرة ندى البستاني والتي رأى كثيرون أنها خطوة ممتازة، بإدخال الدولة شريكا إلى استيراد النفط.
هذه الخطوة في الوقت الحالي قد تخفف من الأزمة، لكن حلول الدولة في ظل الفساد العارم فيها مكان شركات خاصة تعتمد على التنافسية وخفض الأسعار للاستمرار هو بمثابة ضربة للاقتصاد اللبناني وصورة لبنان. وما الذي يضمن أن لا نجد غدا من يطالب بتأميم كل الأمور في لبنان، فينعدم القطاع الخاص الذي كان في الأساس الرافعة للاقتصاد، ويصبح كل شيء بيد الدولة، التي لم يتم تطهيرها من الفساد والفاسدين؟ هل نضع كل مقدراتنا بيد الفاسدين لنحمي الاقتصاد؟ هل هذا هو هدف الثورة؟