main-banner

يا ريت فينا نرجع!.. سنعود

هنا الحياة هادئة، بعكس ما توحي به الهزات اﻷرضية المتكررة و اﻷعاصير المميتة…

هنا الشعب نشيط، يدأب على العمل ليلا نهارا ليبقى من أرقى الشعوب و أكثرها تقدما…

هنا من الخليج الياباني، جلست أتأمل المحيط الغاضب و أتساءل: كم من قرن نحتاج لنصبح في مصافي هذا البلد الحضاري؟ هل هي الصدفة التي قادتني الى بلد غابت عن شوارعه سلات المهملات، بينما وطني غارق بأطنان من النفايات شوهت صورته و عادت به قرونا الى الوراء ؟

لن أقارب الوضع اللبناني بالحالة اليابانية و لن أحاول تشبيه اللبنانيين باليابانيين أو العكس، فبينما هزم اليابان الكوارث الطبيعية بذكاء و حرفية، لا زال لبنان غارق بطوائفه و بالتبعية العمياء لزعماء بنوا قصورهم على حساب شعبه الجائع…

قرأت منذ أيام، رسالة شاب لبناني، تخرج من أهم الجامعات اللبنانية و هو اﻵن يبحث عن تأشيرة هجرة تخوله الهرب من هذا المستنقع اللبناني الذي يزداد عمقا يوما بعد يوم… اذا يتسم الوضع اللبناني الحالي بعملية هروب جماعي الى الخارج. تموت الثورة تدريجيا في نفوس الشباب و كم تألمت حين شاهدت كهلا جار عليه الزمن، يصرخ ألما من ساحة الشهداء:” ايها الشعب اللبناني، يكفيك جبنا… ثوروا على الظلم، ثوروا على هذه الطبقة السياسية…” يصرخ، يصرخ و ما من مجيب….

يا ريت فينا نرجع!.. سنعود، فاﻷوطان لا تبنى الا بتضحيات شبابها… سنعود، فالتاريخ لا يرحم شبابا هرب خوفا من مستقبل ضائع و ترك وطنا لتنقض عليه نفوس جائعة…

بقلم نهرا الحاج

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |