main-banner

لسنا أقلّيات

لن يزول المسيحيون في هذا الشّرق، وقضيتهم ليست مستقلّة عن قضايا باقي مكوّنات الدول التي تشهد حروبا واضطرابات هذه الأيام.

المسيحيون جزء من فسيفساء هذا المشرق، سلامتهم من سلامته ووجعهم من وجعه. لم يكونوا يوماً جزيرة معزولة أو مجموعة طارئة، ولم يرغبوا بأن يصنّفوا أقلية.

والظلم الذي يطالهم اليوم يطال كل مكوّنات المجتمعات التي يعيشون فيها ومن كل الطوائف.

الخوف على المسيحيين هو جزء من خوف شامل على مصير دول المنطقة برمّتها، والتي تشهد هذه الأيام أبشع أنواع الإرهاب والترهيب، من إرهاب الأنظمة الى إرهاب المنظّمات.

وما يجب التنبّه اليه هو ذاك الخيط الرّفيع الذي يفصل بين الخشية على الأقليات، وبين استغلال قضيتهم من قِبل المتسلّقين عليها لإنقاذ أنفسهم بحجة حماية تلك الأقليات.

نحن مسيحيون نطالب برفع السكين عن رقاب المسلمين في سوريا والعراق ولبنان وأينما كان، وبوقف إسقاط براميل الموت على أطفال حلب وغير حلب، وبمحاسبة المسؤولين عن إزهاق أرواح أطفال الغوطة بالكيماوي.

نحن مسيحيون تؤلمنا مشاهد كل المظلومين والمشرّدين والمهجّرين والنازحين. وديننا لا يفرّق بين مظلوم وآخر لا على قاعدة الدين ولا على أي قاعدة أخرى.

بحقوقنا نطالب من ضمن حقوق كل هؤلاء البشر الذين أصابهم ما أصابنا.

فنحن المظلومون أكثريات ولسنا أقليات، وبيدنا أوراق ضغط كثيرة، لسنا عاجزين ولن نكون. ولا نرضى بأن تُستجدى حقوقنا، بل نريد أن نشارك في إنقاذ أوطاننا وصنع المستقبل

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |