لم يخربنا في لبنان طوال هذه السنوات إلا الكلام الطائفي الذي لا يمت إلى المواطنية بصلة. وما زال مع كل استحقاق انتخابي كلام الحقوق يثير الجدل كما لو أن هناك من يريد الانقضاض على الآخر في حين أن المواطنين جميعهم من كل الطوائف يعيشون المشاكل نفسها.
ماذا ينفعنا اليوم إذا حصلت طائفة على حقوقها، وبقي الوضع الاقتصادي مترديا؟ هل الحقوق هي في شخص وفي تعيين وفي موقع؟ ماذا لو كان في هذا الموقع شخصا من طوائف أخرى وأفضل وأكفأ؟ ماذا لو كان أفضل من يمكن أن يكون في موقع معين ملحدا أو من الأقليات أو من طائفة غير الطوائف التي تشكل لبنان؟
بالمختصر المفيد، الطائفية تزيد المشكلة بدل أن تعالجها، وكل كلام عن الحقوق يزيد من جوع الناس، من كل الطوائف.