main-banner

السياسة الواجب اتباعها في تنشيط إعلام الأطفال في لبنان وأهميته

لا يزال الإعلام يضطلع بدور كبير في حياة الأفراد، ولكنه أصبح اليوم أكثر تطوراً وتالياً أكثر سهولة للتداول ووصوله للأسرة وبخاصة الطفل. فللإعلام أهمية بالغة في الحياة اليومية وله دور فاعل في بناء مجتمع متحضر مبني على أسس علمية بحتة. فهو مرتبط ومتأثر بشكل أو بآخر بالنظم الاجتماعية التي ينتمي إليها. فهو ينقل آراء ومعتقدات من جيل إلى آخر، وينمي العلاقة بينهم. فما أهمية إعلام الأطفال؟ وما هي السياسة المتبعة في لبنان لتنشيط إعلام الأطفال؟

أطفال اليوم هم رجال الغد والمستقبل المشرق الذي نأمله. هم ذخر الأمة وقادة المستقبل في مختلف ميادين المعارف الإنسانية؛ فعليهم تبنى بلاد وتزدهر حضارات. فالطفولة مرحلة مهمة من مراحل الحياة، ولا سيما في مجتمعات خصبة كمجتمعاتنا، وقد بينت الإحصاءات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن 40% من أبناء مجتمعنا العربي هم من الشريحة العمرية من 0 إلى 14 سنة.

وإعلام الطفل من أهم أنواع الإعلام إذا نظرنا له من جانب التقسيم بالشريحة العمرية، ولذا فإن الشركات تعمل على أساس أن الطفل عالم قابل للتشكيل بحسب الرغبات والأهداف المقصودة، وأنه رهان كبير على المستقبل والحاضر، إذ بامتلاكه والسيطرة على وعيه والتحكم في ميوله يمكن امتلاك المستقبل والسيطرة عليه. فالطفل هو الغد القادم، وما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية والتلقين التي تقدمها لهذا الطفل في الحاضر. فيتوجه إعلام الأطفال إلى عالم الخيال والرؤية ويشمل أفلام الكرتون ومنها: عالم ديزني(ميكي- موس) بيب-بيب، توم وجيري، الأقزام السبعة وغيرها من الأفلام والمسلسلات الترفيهية والتعليمية والتثقيفية. فتعتبر هذه قنوات الأطفال الفضائية بوابة للمشاهد الصغير الذي يتعرف من خلالها إلى الثقافات والبيئات ويتلقى منها المعارف والآداب. وهذا ما يفسر أهمية التلفزيون وتأثيره على نفوس مشاهديه. فالرسالة المتحركة المقترنة بالصوت، تحقق له جاذبية وقدرة على الإقناع، وكما يرجع بعضها إلى سهولة إدراك هذه الرسالة والانفعال بها. من هنا يبرز أن لهذا الإعلام إيجابيات من جهة وسلبيات من جهة أخرى. ومن أهم ايجابياته تنمية الحس الجماعي لدى الاطفال إذ تعطي الطفل احساساً باللون والشكل والايقاع الصوتي الجميل وتناسق الحركة وملاءمة اجزاء الصورة بعضها لبعض. كما تعمل على تنمية الخيال بأنواعه: القصصي والدرامي، والخروج عن الواقع الى شخصيات لا نجدها في عالمنا، وأحداث لا يمكن ان تقع. وقد يتسرع بعضنا الى القول إن ذلك سلبي، والحق ان الخيال حاجة اساسية من حاجات الطفل شرط الا يكون سلبيا لا يحمل قيمة، ولا يغرس فضيلة. إن الخيال الذي نصادفه في افلام الرسوم المتحركة هو الذي يعطي الطفل الرؤية البعيدة المدى, ويجعله يحلل ما يدور حوله وذلك بسبب اننا نستبدل ذلك كله بمهارة واحدة فقط تجعل الطفل كالببغاء، وهي مهارة التذكر. كما تعمل على تنمية الثروة اللفظية للطفل بما يمنحه قدرة على التعبير، وفهم اللغة العربية الفصحى اكثر، وهذا ما تفعله الرسوم المتحركة إذ تعلم الاطفال العربية أكثر مما تفعله الكتب. كما تمنح الطفل فرصة الاطلاع على بعض الأحداث التاريخية مما يذكره بتاريخ بلده المجيد، وتنمي فيه فضائل كتقديم يد العون للغير واحترام الأكبر سناً ومساعدة الفقير. كذلك ثمة سلبيات منها مشاهد العنف وعادات غريبة عن مجتمعنا والتلهي بها وإهمال الواجبات المدرسية.

من جهة أخرى، السياسة المتبعة لتنشيط هذا الإعلام قد يكون من طريق عرض برامج للأطفال في أوقات محددة بحيث تتاح الإمكانية لكل الاطفال بمتابعة عملية التلقين. كذلك من خلال قوانين تشجع وتدعم تخصيص فقرات إعلامية واعلانية خاصة بعالم الأطفال من كل جوانبه: إن من حيث عرض مسرحيات تثقيفية وترفيهية، وبرامج تعليمية وغيرها.

أخيراً، نحن بحاجة إلى فن التعامل مع التقدم التكنولوجي في مجال وسائل التواصل الإجتماعي كي نبني للطفل ثقافة نرتضيها لتكون منطلقاً لأجيالنا المقبلة.

المصدر: النهار

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |