كم من لبناني ينام في العراء في هذا الشهر البارد وينظر إلى زينة الميلاد في الشارع المقابل من دون أن يشعر بأي فرح بالعيد لأنه ليس قادرا على تأمين الحد الأدنى لعائلته؟ لقد أخذ اللاجئون السوريون الكثير من الاهتمام في السنوات الأخيرة لدرجة خلنا أن اللبنانيين يعيشون في نعيم، لكننا نسينا أن في لبنان أيضا الكثير من الفقراء والمساكين الذين لا يمكنهم العيش بكرامة بسبب الأزمات الاقتصادية.
في هذا العيد، لا بد من الالتفاتة إلى معاناة الناس واللبنانيين جميعهم، ومعرفة ما الذي يمكن أن نفعله لكي نبلسم جراح الأطفال في هذا العيد، ونشفي الإنسان مما أصابته هذه الحياة من جراح لا يمكن إحصاؤها في وطن لم يعد فيه من طبقة متوسطة، بل أصبح الناس إما فاحشي الثراء وإما فقراء.
لا تنسوا في هذا العيد أن تخصصوا القليل لمساعدة الفقراء والمحتاجين من حولكم، ولو بفلس الأرملة كم يقول المسيح، فهي أعطت كل ما تملك وليس من الفائض لديها، وبالتالي أعطت أكثر مما ألقاه كل الأغنياء في الصندوق.
