باتت نصف سيارات لبنان كناية عن لوحات أرقام زرقاء، عليها علامة مجلس النواب، وكأن هذه اللوحات توزع مجانا في ساحة النجمة! كلما مررنا على طريق معين، نجد أن اللوحات الزرقاء تملأ الشوارع، ويرافقها طبعا زجاج داكن وفي بعض الأحيان سيارات مواكبة.
هذا المرض اللبناني إن صح التعبير بات يزعج أكثر من النظر… بات يزعج المواطنين بسبب الارتكابات غير المبررة التي يقوم بها أصحاب هذه السيارات، فيكسرون على المواطنين على الطريق، ويرتكبون المخالفات المرورية من دون أي حسيب أو رقيب، ويقودون بسرعة جنونية ويتسببون بالأذى لكل من يمر على الطريق.
هذا الأمر بات يتخطى كل المعقول، لأن من يرتكب هذه المخالفات يعرف أنها خاطئة، لكنه يستقوي بالنمرة الزرقا من أجل الهروب من العدالة وعدم وجود من يحاسبه. المطلوب من وزارة الداخلية اليوم قبل الغد التشدد في هذا الموضوع، وتغريم من يضع علامة رزقاء من دون رخصة، وحصر اللوحات الزرقاء بسيارتين أو ثلاثة على الأكثر لكل نائب، من أجل تفادي انتشارها على الطرقات. وأكثر من ذلك، المطلوب هو تغريم المخالف مع لوحة زرقاء ثلاث مرات أكثر من المواطن اللبناني العادي، لأن النائب قدوة في المجتمع، أو هكذا يفترض أن يكون.
