تحدث كارلوس غصن أكثر من ساعتين ونصف الساعة عن التطورات التي عاشها في أكثر من عام وثلاثة أشهر بين الاعتقال والإقامة الجبرية، وكثير من الظلم والعنف النفسي.
تحدث عن كثير من المواضيع لكن من قرأ بين السطور، أدرك أن كارلوس غصن بريء لأنه لم يترك المجال للشك في براءته مع كل الوثائق والبراهين التي قدمها، والتي تثبت أنه لم يقم بأي عمل خاطئ، بل تمت محاسبته على أمور لم تحصل، أو على شائعات في الصحافة أعاد نفيها، مثل عشاء قصر فرساي وغيرها من الأمور التي حيكت ضده.
لكن أهم ما اكتشفناه في مؤتمر كارلوس غصن هو أنه متصالح مع نفسه، لجهة أنه لا يحقد على من قام بهذه الأعمال ضده، ولا يتمنى الفشل للشركات التي باتت في عهدة سواه، ولا يريد على الإطلاق أن يفكر بما حصل، بل ما يريده هو أن يظهر للعالم أنه بريء من كل التهم.
وأكثر من ذلك، لدى سؤاله عن نجاح الشركات من دونه، أكد أن ذلك طبيعي، لأنه لا يريد أن ينسب النجاح لنفسه، وأنه يعمل مع منظومة كاملة، لكن الأرقام التي تظهر تراجع مبيعات نيسان بعد تركها تشير إلى أنه كان فعلا الرجل الصعب في المعادلة.
كارلوس غصن اليوم أكثر من مجرد شخصية حضرت إلى لبنان هربا من الاضطهاد السياسي كما سماه. هو شخص تمكن أن يكون حدثا بكل ما للكلمة من معنى، والدليل عدد الصحافيين الأجانب في المؤتمر، والاهتمام الكبير بما يحصل معه، وهذا دليل على أهميته. لا يمكننا أن نكون فخورين بكارلوس غصن عند نجاحه، وأن نقف ضده اليوم، خصوصا أنه يظهر لنا حقيقة التهم الموجهة إليه.
كارلوس غصن بريء، والقضية بحقه لم تكن سوى تصفية حسابات فرنسية يابانية دفع ثمنها، وصمت العالم المريب على ما تعرض له يؤكد مرة جديدة أنه يستحق الدعم الذي يحظى به اليوم، وهو بالتأكيد سيكون قيمة مضافة على لبنان، لأنه بريء، بريء، بريء.