كان عام 2014 سيئا على كثير من الأصعدة في العالم كله، من كارثة الطائرات الماليزية المستمرة ووباء إيبولا، إضافة إلى الحروب المتنقلة من مكان إلى آخر في العالم.
أما في لبنان، وبعيدا من السياسة، كان العام المنصرم كثير الأزمات والمساوئ في لبنان، ولكن الكارثة الأكبر كانت على صعيد حوادث السير والأزمات المرورية على طرقات لبنان، بحيث بلغ المعدل العام لحوادث السير وعدد القتلى على الطرقات مستويات قياسية لم نشهد مثلها منذ عشرات السنين، حتى بلغ عدد القتلى في لبنان بسبب حوادث السير أكثر من ثلاثة قتلى في الأسبوع، وصولا إلى فترات كنا نشهد فيها قتيلا كل يوم، وفق الإحصاءات غير الرسمية بما أن العام لم ينته بعد.
هذه الأزمة سببها الأول والأساس سوء الأحوال على الطرقات في لبنان من دون شك، إنما أيضا أزمة نستخف بها دائما ولكنها أزمة وطنية حقيقية، وهي الاستهتار بحياة الناس على الطرقات من خلال منح رخص القيادة لأي كان، ومن دون امتحانات كما يحصل عادة، ما يضع المواطنين غير المسؤولين على الطرقات في سيارات هي أخطر من السلاح لأنها تودي بحياة العشرات يوميا. حان الوقت للتشدد لناحية قوانين السير ومنح رخص القيادة، والتشدد في معاقبة المخالفات وصولا إلى سحب الرخصة من صاحبها، لأن في ذلك أول الدواء لمعالجة أزمة السير في لبنان.
