المأساة الحقيقية التي يعيشها لبنان ليست فقط الوضع الاقتصادي أو الوضع الأمني بعد تفجير المرفأ أو عدم قيام الطبقة السياسية بكاملها بأي مجهود لمعالجة الأزمة. المأساة هي رحيل الناس مثل رفوف الطير عن هذا البلد بعد اليأس الجماعي.
أكثر من ٣٨٠ ألف طلب هجرة تم تقديمه إلى كندا وحدها، هذا من دون احتساب الأعداد في السفارات الأخرى مثل الأميركية والفرنسية والأسترالية، وعدا ذلك من سفارات تشهد نزوح اللبنانيين بالآلاف.
هل هذا هو قدر اللبنانيين أن يتركوا أرضهم ويعيشوا الخوف والدمار في كل أطراف العالم؟
وهل هناك أي مسؤول لديه ذرة كرامة يمكنه رؤية هذه الأرقام ويبقى في منصبه بدل الخجل من إهماله ودماره والرحيل إلى الأبد؟