في بلد الحد الأدنى فيه للأجور أقل من مليون ليرة لبنانية، ومعظم الشباب المتخرج من الجامعات لا يجد عملا في لبنان، ويضطر في معظم الأحيان للهجرة إلى بلدان الخليج للعمل، يصعب إيجاد شاب قادر على شراء منزل والاستقرار في هذه الأيام.
رغم أن الدولة اللبنانية وضعت سياسة إسكانية من خلال مصرف الإسكان، إلا أن معظم الشباب اللبناني، ولا مبالغة في ذلك، غير قادر على تأمين الحد الأدنى المطلوب لملاقاة هذه الشروط المطلوبة، والتي من أبسطها تأمين عشرة في المئة من ثمن البيت نقدا، وتأمين ورقة من العمل بأن الراتب الشهري هو ثلاثة آلاف دولار، وتأمين سند شهري يفوق ألف دولار.
هذه الشروط الثلاثة من الصعب تأمينها لأسباب واضحة، وهي أن المتر في هذه الأيام يفوق سعره 1500 دولار، وبالتالي تأمين عشرة في المئة من سابع المستحيلات، كما أن لا مكان في لبنان يمكن أن يدفع رواتب بثلاثة آلاف دولار، إلا إذا كان الإنسان موفقا بعمله إلى أقصى الحدود في سن مبكرة، وإن كان ذلك صحيحا، فإن تأمين مبلغ ألف دولار للسند الشهري يحتم البحث عن عمل ثان وثالث ورابع.
لقد بات البحث عن منزل للبناني مهمة شبه مستحيلة، ولا قدرة لأي شاب دون الخامسة والعشرين على فعل ذلك، فهل حكم على شبابنا بالهجرة من أجل تأمين استقرار في لبنان؟
