ما نفع الاستمرار في درس موازنة سنة مضى منها ستة أشهر حتى الآن، مع العلم أن درسها في اللجان وإقرارها في البرلمان قد يستغرق عدة أشهر أيضا، ما يعني أن الموازنة ستقر في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة؟
الموازنة يفترض وفق الأعراف أن يتم تقديمها إلى البرلمان في أيلول الذي يسبق السنة المعنية، لكي تكون الدولة مدركة لنفقاتها المقبلة، وكيفية الصرف، ولكننا في لبنان، نبدأ العام، ونبدأ الصرف، وما زلنا غير واضعين موازنة فعلية.
إن هذا الموضوع يزيد من الإرباك الاقتصادي والمالي، وخصوصا أن ما من قطع حساب يتم على السنوات التي مضت، وهنا خطورة أكبر. كفانا ضياعا في دولة لا نعرف ماذا نجني وماذا نصرف فيها، وموازنات تتأخر عن السنة التي يفترض أن تنظمها. نحن بحاجة إلى مزيد من الانضباط في هذا المجال، لكي ندرك وضعنا الفعلي.