main-banner

سموم نهر بيروت الحمراء

كثيرة هي الأمور التي تقتل في لبنان، حتى مياه نهر بيروت الميؤوس منه أصلا.

للمرة الثانية في غضون ثلاثة أعوام، تحوّل نهر بيروت إلى بقعة شديدة الاحمرار، وكأن أحدا رمى مسحوقا ملونا فيه، فباتت المياه فيه مثل لون الدم.

النهر الأكثر تلوثا على الإطلاق، تعرض هذه المرة أيضا إلى هجوم من الملوثات الصناعية التي أضيفت إلى النفايات السائلة الصناعية، ومياه الصرف الصحي، ليصبح رسميا مكب لبنان الشرعي.

عندما ننظر في الدول التي تحيط بنا، نجد أن نهر النيل هو رمز مصر، ونهر الفرات هو رمز العراق، أما في لبنان، فنهر بيروت يتلون كل فترة بابشع الألوان، بسبب عدم الاهتمام له من قبل السلطات البيئية المعنية.

في المرة السابقة، تحركت النيابة العامة التمييزية وتعقبت مجرى النهر، لتعرف من أين تأتي الملوثات، لكن تكرار التلوث بهذه الطريقة يعني أمرا واحد، أن الإجراءات التي تم اتخاذها في ذلك الوقت لم تكن كافية.

أيها المسؤولون عن بيئتنا، إن كنتم لا تخافون من المواد العضوية التي ترمى في نهر بيروت، فهذه مصيبة كبرى، وإن كنتم تعرفون خطرها وتقدّرونه، فهذا أخطر لأنكم حتى اليوم لا تتحركون.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |