قضية بحجم انفجار المرفأ لا يفترض أن تكون بهذا التساهل في لبنان. هناك اليوم عشرات القتلى الذين يرفض أهلهم وصفهم بالشهداء أحيانا، لأنهم قتلوا على يد سلطة حقيرة كانت تعلم بالخطر الداهم، وهناك آلاف الجرحى بعضهم ما زال في المستشفيات يحاول تأمين العلاج، وهناك ملايين المشردين والمتضررين، من سكان المناطق المنكوبة التي انهار فيها كل ما كان موجودا على رأس الناس.
في المقابل، وبعد مرور أسبوعين على الكارثة، لم نجد إلا تحقيقا خجولا مع المسؤولين عن المرفأ، في حين أننا ندرك وبالوثائق من كان مسؤولا عن الموضوع ومن كان على علم، من أعلى الهرم إلى آخر مسؤول. ما الذي ينقص لكي يتحرك القضاء الذي يتصرف بعض القضاة فيه كالدمى من أجل تحريك الموضوع؟
الموضوع واضح من اليوم الأول، ولكن في هذه الدولة نعيش التساهل على دماء الشهداء للأسف. من المعيب ما يحصل، وليس مقبولا أن تمر الأيام من دون تحميل المسؤوليات كما لو أن ما حصل هو مجرور فالت أو إشارة معطلة.