main-banner

الدّهشة ضرورة

الفرق بيننا ونحن صغار وما نصبح عليه كلما كبرنا، هو أننا سنة بعد سنة نتعوّد على كل شيء ونفقد عنصر الدهشة.

ونحن صغار تكون كمية الأشياء الجديدة التي نراها أو نسمعها كثيرة فنمضي أوقاتنا بمتعة الاكتشاف. ندهش لرؤية لعبة جديدة ونستمتع بسماع قصة ليلى والذئب حتى ولو تكررت على مسامعنا عشرات المرات.

ونحن صغار يدهشنا الخطأ ويستفزنا أكثر، فلا نتقبل بسهولة  اكتشاف أحدهم وهو يكذب أو يخالف بعض القواعد التي تعلّمنا أنها مقدسة.

ونحن صغار يعلّم فينا اكثر مرض الآخرين ومأساتهم وفقرهم أو موتهم.

ونحن صغار تكون رغبتنا بالكلام والنقاش وطرح الأسئلة  أكبر لأننا نريد أن نعرف، بينما عندما نكبر ندّعي اننا اصبحنا على علم بكل شيء. نتوقف عن المناكفة في المناقشات الجدلية، نكتفي بهز رؤوسنا لإنهاء الحوار.

ونحن صغار يكبر فينا حسّ المبادرة وتكبر ثقتنا بأننا قادرون على تغيير العالم، نكبر فنفقد الثقة بقدرتنا على هذا التغيير  لكن تبقى الرغبة الجامحة بثورة تقلب كل شيء رأساً على عقب شرط أن لا نلوّث ايدينا فيها، ثورة يقوم بها الآخرون عنّا ومن أجلنا.

نكبر وتكبر معنا اللامبالاة، لكني ما زلت أندهش عندما يتعرّض شخص ما للظلم، اعتدت أشياء كثيرة ليس من بينها الظلم. لا يهمني أن يمر الزمن ويذهب أي شيء، يهمني أن تبقى الدهشة.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |