main-banner

على من تقرأ مزاميرك يا راعي؟

لم يكن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوما بهذه الحدة وبهذا الكم من الغضب والانفعال كما رأيناه في استراليا، حيث خرج عن صمته بشكل غير مسبوق، وانتقد بشكل كبير كل المساعي الرامية إلى عرقلة الحياة السياسية في لبنان، تزامنا مع استمرار العراقيل أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وجلسة التمديد الجديد لمجلس النواب.

الراعي في استراليا لا يشبه الراعي الذي نراه في لبنان، ربما لأنه لمس من المغتربين اللبنانيين مدى اليأس من عرقلة الحياة السياسية في بلادنا، ومدى الانزعاج الدولي الذي ينعكس انعداما للثقة بلبنان ومؤسساته. لم يترك الراعي مناسبة إلا وانتقد فيها عرقلة الحياة السياسية. شبّه الذين يقاطعون جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بداعش، واعتبر أنهم يقطعون رأس الجمهورية، واعتبر أن العصا هي الحل الوحيد من أجل أن ينزل هؤلاء إلى المجلس وينتخبوا رئيسا جديدا، ثم رأى أن الذين يعارضون التمديد عليهم أن يستقيلوا بدل من أن يبقوا في مناصبهم.

أحد لم يتحرك بعد كلام الراعي، وكأن الذين ينتقدهم غير معنيين بكلامه، وكأن البلاد تسير بشكل طبيعي بكلام الراعي أو من دونه. هل يجب على البطريرك أن يلجأ إلى أمور أكثر قساوة من أجل أن يعيد للمسيحيين دورهم في لبنان، أم أنه لا حول ولا قوة له على أساس: على من تقرأ مزاميرك يا راعي؟

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |