main-banner

ننحدر نحو الجهل بسبب نقص المواد الثقافية على شاشاتنا

عندما تجالس تلميذا في الجامعة اليوم لكي تناقش معه بعض القضايا الثقافية أو التاريخية أو حتى السياسية، تكون المفاجأة بأن المستوى الفكري والثقافي والتربوي لدى اللبنانيين ينحدر بشكل كبير لا سابق له، وكأن ما اعتدنا على قراءته في السابق لم يعد من “أدبيات” الشباب اليوم.

كنا في السابق نعرف عن الحروب التي حصلت في العالم، وأزمات الدول، مثل ثورة روسيا، والحرب العالمية الأولى وعصبة الأمم، وعواصم القرار، والأمم المتحدة بعد حرب عالمية ثانية انتهت بقنبلة نووية.

كنا في السابق نقرأ لكتاب عالميين مثل إميل زولا، وجان جاك روسو، ومارسيل بانيول، وجبران خليل جبران ومخائيل نعيمة، وخورخي غارسيا ماركيز، ونتابع أفلاما تاريخية عن شخصيات طبعت التاريخ الحديث.

كنا في السابق نسمع الموسيقى القيمة من المعزوفات الكلاسيكية التاريخية، إلى الأغنيات الطربية، والنجاحات الشعبية، أما اليوم، فبتنا نتوقف عند الواوا والأح والموز.

الملامة في ذلك هي على المؤسسات التربوية وعلى الأهل، إنما أيضا على وسائل الإعلام، التي نادرا ما تقدم مواد وثائقية على الشاشات، فيتابع الشباب ما يجدونه، وتكون النتيجة فسادا وسخافة وانعداما للمعرفة.

إن كانت الشاشات لا تتفق في ما بينها بسبب المنافسة على أي أمر، لا بد من أن تضع شرعة أخلاقية تفرض عليها طريقة معينة في البرامج، وتخصص مضمونا ثقافيا قيما للجمهور، لأن ثقافتنا فعلا بخطر.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |