لم يكن ينقص أطفالنا في المدارس إلا روائح النفايات لكي تكتمل كل العناصر التي تجعلهم ينفرون من الدراسة. بعض المدارس في منطقة المتن الشمالي تحوّلت مطامر بكل ما للكلمة من معنى، وبات الموضوع يستفز الأهالي والتلاميذ في وقت واحد، عندما ينظرون إلى تلال النفايات التي تتكوم قرب المدرسة. وإن لم ينزعج التلاميذ من رائحة الزبالة وحدها، ينزعجون من رائحة الحرق، بما أن النفايات تحرق في معظم الأحيان للتخلص منها، ما يجعل البيئة التي يعيش فيها أطفالنا أسوأ من سيئة.
لن تنتهي قصة ابريق الزيت مع النفايات، ولن نتمكن من الوصول إلى حل جذري مع هذه الأزمة قبل أن تأكلنا الأمراض التي تهدد أطفالنا اليوم. حتى المدارس أصبحت مهددة اليوم بسبب النفايات وإحراقها، ولم يعد بالإمكان العثور على بيئة صالحة لأطفالنا، فأين نهرب بهم من نفايات الدولة؟