نشهد في هذه الأيام جلسات محاكمة حبيب الشرتوني غيابيا طبعا، إضافة إلى المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، عام 1982. بعد ثلاثة عقود على عملية الاغتيال التي قتلت الحلم وقتلت الأمل وقتلت رئيسا للجمهورية، بدأت العدالة تأخذ مجراها في هذا المجال، وتتحرك من أجل إحقاق الحق، ولو أن المتهمين لن يحصلوا على العقاب الذي يستحقونه، لأنهم في مكان تجهله الدولة اللبنانية والأجهزة الرقابية والأمنية.
لكن ورغم التأخر الكبير في هذه المحاكمة، حصولها يعطي أملا بأن لبنان قادر على محاسبة قتلة رجالاته، في عشرات عمليات الاغتيال التي حصلت واستمرت على مر السنوات، ولعل أهم الأسباب التي أدت إلى استمرارها، هو عدم وصول أي منها إلى الخواتيم السعيدة بالمحاكمة ومنع المرتكبين من تكرار جريمتهم مرة أخرى.
فليتم احترام العدالة ولو بعد حين، لأننا لسنا دولة يُقتل رؤساؤها وتصمت عن العدل.