صورة المواطن المحروم الذي يحمل جثة ابنه الرضيع تدمي القلب. هي انعكاس للأسى الذي وصلنا إليه في لبنان، وبات من الأمور الموجعة التي نصادفها كل يوم، فكيف إن رأينا تفاصيل القصة؟ فالرجل كان بحاجة للمال من أجل الحصول على جثة ابنه الرضيع من المستشفى، ولكن لم يتمكن من تسديد الفاتورة، فرهن سيارته وأعطاها للمستشفى، وعاد إلى منزله سيرا على الأقدام وهو يحمل الجثة الصغيرة بين يديه.
هذه الصورة هي أكبر جريمة بحق الإنسانية يتعرض لها الإنسان في لبنان، عندما يصبح دفن أحبائه من الكماليات في مجتمع يموت من الفقر والعوز. أليس هذا الأمر أكبر من أي تفاصيل سياسية نعيشها وتجعل المعنيين السياسيين يتناتشون حصصهم في السياسة بدل العمل على تحسين الأمور في هذا المجتمع؟