بات واضحا أن أزمة الحكم التي تحصل في لبنان لها علاقة بالواقع المرتبط برفض رئيس الجمهورية التوقيع على الحكومة، ورفض رئيس الحكومة أي مشاركة في هذا القرار، نسبة لدوره الذي يكفله الدستور. وعندما ننظر إلى نوعية الأسماء المقترحة من قبل رئيس الجمهورية لإضافتها إلى التشكيلة الحكومية، ندرك هشاشة الواقع والموضوع.
هذا الصراع سيجعل من لبنان أسير الفراغ لما تبقى من عهد الرئيس ميشال عون، بحيث لن يكون هناك حكومة للفترة المتبقية من العهد، وإذا انتهى العهد نحن أمام معضلة جديدة. هل يغادر ميشال عون القصر؟ هل تصبح حكومة تصريف الأعمال مع حسان دياب هي الحاكمة بفعل الفراغ؟
من يخرجنا من هذه المأساة التي نعيشها، فيما الناس يعيشون الجوع بأبشع طريقة من دون من يكترث لمعاناتهم، ومن دون من يفكر بهم بدل النكايات السياسية كما يحصل اليوم. إنها جريمة بحق الناس الذين لا يرحمهم أحد.