main-banner

اجتياح من نوع آخر في شوارع لبنان

كلّما أطلّ كانون الأول، إذ به يحمل مع أمطاره وثلوجه، وميضاً سحريّاً… تشعر معه بأمل يتسلل إلى نفسك، ببهجةٍ لونُها من ألوان الطرقات والزينة التي كيفما تلفّتت وقعت في أسرها.

في هذه الفترة من كلّ عام، يتغيّر هندام المحال والمدن، يلبس معظمها ثياب العيد، يتفنّن بعضها بابتكار الاجمل، فتراها تتنافس، وتصبّ كامل جهدها لتتفوّق في عيد الميلاد.

من الشمال إلى الجنوب، ومهما اختلفت الطوائف والأديان، ومهما اشتدت الأزمات التي ربما اعتدناها، تحجز شجرة عيد الميلاد مكانا لنفسها في الساحات كما في المنازل. تراها بأشكال هندسية مختلفة، بألوان غير مألوفة، في مناطق تظنّ أن العيد لا يحلّ فيها، غير أنّه يستوطنها رغماً عن كل الظروف.

في طرابلس التي تحاول جاهدة أن تنفض الرماد عنها، تجدها تزيّن ساحة الفيحاء في كلّ عام بشجرة ميلاد كبيرة كرمز للأمل والتعايش بين ابنائها، فتفاجئ المحبين والمبغضين على السواء.

في الشياح أيضا، شجرة كسرت كل الحواجز الطائفية، ورغم احتراقها بسبب خلل كهربائي، إلا ان العيد هو في النيات، وفي المحبة المعدية في القلوب، وليست النار من يقوى عليها. هنا، مجموعة تنحني امام المغارة تصلّي، وهناك سيّدة محجّبة تجول مزهوّة بالزينة، فالعيد يشبك أيادي مسيحيي هذه البلاد ومسلميها، مهما تداعت الشدائد وعظمت المشكلات وحاول الأقربون والأبعدون بناء الحواجز، وردم المحبّة والوئام.

في كانون أيضا، المتعة مجانية، تأتيك أينما كان، تجدها في فرح الأطفال، في الزحمة التي تملأ المحال و”المولات”، ترغمك على التنقل والاستمتاع بالاحتفالات التي تعمّ المناطق قبيل ميلاد السيد المسيح.

من جبيل التي افتتحت زينتها قبل أسبوع والتي تحلم بالعالمية، إلى بكفيا وزحلة والبترون وضهور الشوير… وغيرها من المناطق التي بات للميلاد فيها وهج خاص، تجنّدت على اختلافها لتعزف ألحانا ميلادية وتستقبل العيد من خلال مسرحيات وأسواق ميلادية، إضافة إلى لفتات خيّرة، هي الأحب إلى قلب طفل المغارة.

ورغم أن زحمة السير تزيد أضعافا في هذه الفترة، فنُحبس لساعات داخل سياراتنا، إلا أنها توفّر لنا فرصة التمتع بالزينة المنتشرة على الطرقات ومشاهدتها عن كثب، فربّ ضارة نافعة!

المصدر: MTV Lebanon

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |