main-banner

الفجوة الاجتماعية: الفقراء في وطن الأغنياء

كلّ مرةٍ نكتشفُ ركنًا آخر من مجتمعنا، كلّ مرةٍ نقفُ خائبين أمام " ما أصبحنا عليه" وكلّ مرةٍ نتساءل إن كان هذا هو لبنان الأفضل الذي نسعى إليه. لكن لربما المشكلة تتمحور حول فئة لا ترى مشكلة! نحن نبني جزءًا فيهدمون أجزاء، نحن نُرمم ركنًا وهم يحطمون أركان، نحاول تعمير أعمدةٍ يستندُ عليها الوطن فيأتون بكسّاراتهم لتخريب لبنان. 
أصبح الأمر أشبه بمعركةٍ ما بين الأسود والأبيض، معركة لا رمادي فيها. فئة تعيش في القمة وأخرى لم تلقى مكانا لنفسها إلا القاع. المجتمع الذي من المفترض أن يقسم الى ثلاث طبقات أمسى اليوم مؤلفًا من طبقتين : طبقة تعيش في أوج غناها، لا تعلم أين تنفق أموالها وطبقة تعيش ذروة فقرها، لا تدري أين تُصادف باب رزقها. 
من المؤسف أن نرى البعض يرمي أمواله على الأرصفة كي يروج لنفسه من أجل " حفلةٍ" والبعض الآخر يرمي بنفسه على الأرصفة كي يجمع المال من أجل " لقمة النجاة" فتكون أقل بكثير من لقمة العيش وأكثر بقليل من الموت. 
البعض يختار من بين ألف صنفٍ أكلةً ترضي معدته، والآخر يختار من بين أولاده طفلاً كي يعلمه. لذا ألازلت تتساءل كيف نعيش في لبنان؟ مع العلم أن السؤال الأدق، من يعيش في لبنان؟ فقط الغني هو من يعيش، الفرق المهول بين الطبقات جعل من الفقير مجرد ظل يحاول الحفاظ على بقائه وسط العتمة. 
أليس اللبنانيون للبنانيين؟ أليست الوجهة واحدة؟ أليس من المفترض أن يشدّ كل لبناني على عضد الآخر كي يسحبه من الهاوية؟ هذا هو تماسك المجتمع الذي كنا نقرأ عنه في كتب التربية الوطنية، أخبرونا أن نُمسك بأيادي بعضنا البعض ولكن لم يعلمونا كيف نبقي الأيادي مترابطة. 
كلّ مرةٍ نكتشفُ آفة جديدة في مجتمعنا، كلّ مرةٍ نقفُ ناقصي الحيلة أمام " ما أصبحوا عليه" وكلّ مرةٍ نتقدمُ خطوةً نرجعُ من خلالها مئات الخطوات. 
وفي النهاية نعرفُ أننا لا نعرفُ شيئًا عن لبنان . .

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |