لم يكن لبنان ليصمد كل هذه الفترة لولا من المغتربين الذين تحلوا بالشجاعة الكافية للإتيان لقضاء فترة الأعياد وصرف الأموال في لبنان، رغم أن الحرب كانت مستعرة قبل شهر من العيد.
معظم هؤلاء حجزوا تذاكرهم في فترة الحرب، ما يعكس تمسكهم بلبنان مهما كانت الظروف، وحتى لو لم يأتوا، لكانوا أرسلوا الأموال لأقربائهم وأهلهم للاستمتاع بالعيد. تخيلوا فقط الفقر الذي يمكن أن نعيشه لو لم يكن هناك تحويلات المغتربين، التي تساوي أكثر من مرتين الاحتياطي الإلزامي الموجود اليوم في مصرف لبنان. إن المغتربين هم الدولة الحقيقية، ومن واجب السياسيين احتراما لعطائهم أن يفعّلوا عملية استعادة المؤسسات والدولة واستقامة الوضع الاقتصادي.