في حين كنا نعتقد أن أسس لبنان وهويته وطريقة العيش فيه وحرية التعاطي مع الأمور باتت من المسلمات، ما زلنا نجد بعض الأخبار في بعض المناطق تقلقنا لأنها ما زالت تشكك في هذه الصيغة وطريقة العيش.
من بين هذه الأمور، ما قرأنا عنه في بلدة كفررمان، حيث تردد أنه يجري التوقيع على عريضة لإقفال محال بيع المشروبات الروحية وعددها ست محال، في إطار حملة بعنوان “الحملة الأهلية لإغلاق محال بيع الخمور” وهي تلقى تأييدا من مشايخ البلدة.
هذا الأمر يثير القلق في النفوس لأنه يعيد التشكيك في الصيغة اللبنانية وطريقة العيش وحرية الخيار، وأيضا في نمط الحياة الذي اعتاد اللبنانيون فيه على الحرية في كل الأمور. ثم، إن الحرية الشخصية مقدسة في الدستور، ومن يريد شراء المشروبات الروحية يفعل ذلك، ومن لا يريد لا يشتري هذه المشروبات. أما البحث في وسائل إقفال المحال التجارية التي تبيع المشروبات الروحية، فهو أمر في غاية الخطورة، ويهدد كيان لبنان الدولة الحرة والمتنوعة.